كيف تصنع الأساليب البلاغية؟

نشاطات التمهيد

1. النص الأدبي نص جمالي: يعيد تشكيل الواقع بصورة خيالية مبتكرة، مغايرة لما نعرفه بعقولنا ومشاهداتنا معتمداً في ذلك على الخيال العاطفي، وبلاغة التعبير.

حاول أن تستخدم خيالك وبلاغتك في التعبير عن محتوى إحدى الصورتين الآتيتين:

تبدو لنا النقودُ متشابهة في الألوان والأحجام، لكنها - بلا شك - تختلفُ في القيمة، كذلك البشر قد يتشابهون في ظاهرهم، لكن تبقى أخلاقهم ومعاملتهم لغيرهم هي التي تحدّد قيمتهم، فترفعهم أو تضعهم.

2. لكل منّا رؤيته الخاصة للأشياء، اكتب عبارة تمثل رأيك فيما يأتي، ثم قارن إجابتك بإجابات زملائك هل تطابقت رؤاكم؟

3. عد إلى مراجعك البلاغية واستكمل منها الجدول الآتي: (منزلي).

4. صنف النصوص الآتية بحسب النوع المشار إليه في الجدول الآتي:

(القرآن الكريم - الحديث النبوي الشريف - الشعر - نشرة الأخبار - الهندسة الفراغية - القصة - الإعلانات الدعائية - المسرحية - بحث في الصيدلة - المذكرات - التحقيق الصحفي - مقالة عن الكهرباء).

5. كيف تصنع الأساليب البلاغية؟

6. اقرأ، ثم لخص خصائص النص الأدبي: (منزلي).

طبيعة النص الأدبي:

لتوضيح طبيعة النص الأدبي وخصائصه. سوف نستخدم منهج الموازنة؛ لأنه بضدَّها تتميز الأشياء. إليكم في البدء نصاً علمياً جمعت فقراته من كتاب ((الكون العجيب)) لقدري حافظ طوقان، وينطوي هذا النص على بعض الحقائق المتعلقة بالشمس:

"الشمس نجم متوسط الحجم، إذا قيست بالشموس الأخرى، ومع أنها تكبر الأرض بمليون وثلاث مئة ألف مرة، وتبعد عنها مئة وخمسين مليون كيلو متر، فهناك نجوم يزيد حجم أحدها عن حجم الشمس والأرض والمسافة بينهما، وأما عن حرارتها فهي تصل إلى عشرين مليون درجة مثوية في مركزها، فلو ألقيت الأرض في جوف الشمس لتبخرت في زمن قصير، وتنتج الشمس من الطاقة ما يعادل إحراق ألفي مليار طن من الفحم الحجري، وتفقد الشمس كل يوم من كتلتها ما يعادل ثلاث مئة وستين ألف مليون طن، ولو انطفأت حمأة الشمس لغرقت الأرض في ظلام دامس، ولهبطت درجة الحرارة فيها إلى مئتين وسبعين درجة تحت الصفر وانعدام الدفء والنور، كافيان لقتل كل مظهر من مظاهر الحياة على سطح الأرض، وتحويل الأرض إلى قبر جليدي هائل".

وإليكم الآن نصاً آخر في الموضوع نفسه، ولكنه ذو طابع أدبي. النص لأمير الشعراء أحمد شوقي:

"سَلِ الشمس من رفعها ناراً، ونصبها مناراً، وضربها ديناراً؟ ومن علَّقها في الجو ساعة، يدب عقرباها إلى قيام الساعة؟ ومن الذي آتاها معرجها، وهداها إدراجها، وأحلَّها أبراجها، ونقّل في سماء الدنيا سراجها؟ الزمان هي سبب حصوله، ومتشعب فروعه وأصوله، وكتابه بأجزائه وفصوله، ولد على ظهرها، ولعب في حجرها، وشاب في طاعتها وبرَّها، لولاها ما اتسقت أيامه، ولا انتظمت شهوره وأعوامه، ولا اختلف نوره وظلامه، ذَهَبُ الأصيل من مناجمها، والشفق يسيل من محاجمها، تحطمت القرون على قرنها، ولم يعلُ تطاول السنين بسنها، ولم يمح التقادم لمحة حسنها".

• النص العلمي يقدم لنا حقائق علمية نجهلها، فقد عرفنا من خلاله بُعدَ الشمس عن الأرض، وحجم الشمس بالنسبة إلى الأرض: ودرجة حرارة مركزها والطاقة الحرارية التي تشعها، والكتلة التي تفقدها، والآثار المترتبة عن انطفائها.
• بينما النص الأدبي يحرك مشاعرنا، من دون أن يضيف إلى الحقائق التي نعرفها حقائق جديدة.
• النص العلمي يقدم لنا حقائق علمية نجهلها، فقد عرفنا من خلاله بُعدَ الشمس عن الأرض، وحجم بالنسبة إلى الأرض: ودرجة حرارة مركزها والطاقة الحرارية التي تشعها والكتلة التي تفقدها، والآثار المترتبة عن انطفائها..
• بينما النص الأدبي يحرك لنا مشاعرنا، من دون أن يضيف إلى الحقائق التي نعرفها حقائق جديدة.
• النص العلمي يقدم لنا الحقائق، المدعَّمة بالأدلة والبراهين والتجارب، والإحصاءات، بحيث تتوافق مع مبادئ العقل، دون أن يتدخل بمشاعرنا.
• والنص الأدبي يٌحدث فينا موقفاً لأنه يعتمد على تحريك المشاعر، مشاعر المحبة أو الكراهية، ومشاعر الإجلال أو الازدراء، ولا يخفى ما للمشاعر من أثر كبير في سلوك الإنسان، وربما كان عامل الشعور أبلغ في توجيه السلوك من عامل القناعة، لذلك لا يُعدُّ الأسلوب العلمي هو القالب المناسب للأفكار، ويُعدُّ الأسلوب الأدبي هو القالب المناسب للمشاعر.

خصائص النص الأدبي كما وردت في النص السابق:

• النص الأدبي يحتوي على مجموعة من الأفكار والمعاني والأحداث والشخصيات، مقدمة في صورة خيالية مبتكرة تخالف تصوراتنا الذهنية ومعلوماتنا لوجهة النظر العلمية.
• إن الأدب يعيد تشكيل صورة الأشياء والظواهر التي نعرفها ويقدمها لنا في صورة خيالية مبتكرة هذه الصورة الخيالية المبتكرة للأشياء نسميها (رؤية الأدب)، أي أنه هكذا يرى الأشياء. وهي رؤية مبنية على تصوراته الخاصة التي يرسمها له خياله العاطفي.
• البلاغة تساعد الأديب على: التعبير عن رؤيته بوضوح، وإحداث التأثير الوجداني في المتلقي لإقناعه بقبولها.

7. حلّل النص الأدبي الآتي تحليلاً بلاغياً:

8. عرّف زملائك بأحد الفنون الشعرية الآتية، ولخص ما تعلمته منهم (المعلقات، النقائض، الموشحات الأندلسية)

المعلقات: هي قصائد طوال من الشعر الجاهلي قالها كبار الشعراء في العصر الجاهلي في ذلك العصر في مناسبات خاصة جمعوا فيها بين عدّة من أغراض الشعر الجاهلي، وتمتاز المعلقات بـ:

1. الطول.
2. جودة الصياغة.
3. حسن العبارة.
4. جمال الأسلوب وقوته.

وسبب تسمية المعلقات بهذا الاسم هو أن العرب تعلَّقوا بها حباً.

النقائض: هو أن يقوم الشاعر بنظم قصيدة يتفاخر بها بقبيلته، يمجدها، ويدافع عنها ويتعرض لخصومها من القبائل الأخرى، وينبري له شاعر تلك القبيلة ليرد عليه بقصيدة بنفس الوزن والقافية.

الموشحات الأندلسية: فن شعري مستحدث، يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي. شبَّهوه بوشاح المرأة المرصّع باللؤلؤ والجواهر. من أغراض شعر الموشحات: الغزل - الوصف - المديح - الرثاء.

9. اشترك مع مجموعة في إكمال الجدول الآتي:

10. جرب قدرتك على التفريق بين النص العلمي والنص الأدبي، بكتابة فقرتين عن المشهد الآتي:

فقرة بأسلوب علمي:

الكعبة بناء مكعب الشكل، يبلغ ارتفاعها 15 متراً، ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها 12 متراً، وكذلك يكون الذي يقابله، وأما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله، فطولهما عشرة أمتار ولم تكن كذلك في عهد إسماعيل بل كان ارتفاعها تسعة أذرع، وكانت دون سقف، ولها باب ملتصق بالأرض، حتى جاء تبع فصنع لها سقفاً، ثم جاء من بعده عبد المطلب وصنع لها باباً من حديد وحلَّاه بالذهب، وقد كان بذلك أول من حلَّى الكعبة بالذهب.

فقرة بأسلوب أدبي:

للكعبة فضائل متعددة، منها:

• هي أول بيت وضع للناس، كما قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍۢ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَٰلَمِينَ} [آل عمران: 96]. هو مرجع الناس ومثابتهم التي إليه يرجعون وله يزورون ويكررون الزيارة، قال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا...} [البقرة: 125].
• لقد أرضى الله نبيّه صلى الله عليه وسلم وجعله قبلة للناس، قال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ...} [البقرة: 144].
• جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس ومركزاً لأعمالهم وأرواحهم وهي المعلم البارز الذي يوحد أهدافهم.